الجمعة، 3 فبراير 2017

فؤاد و قمر

تأليف : امل شانوحة


حب غير مضمون !

مسح صفحته على الفيس بوك , و قد ارتسمت على وجه ابتسامة خبيثة  

و في مكانٍ آخر .. كانت الفتاة تحاول جاهدة البحث عن صفحته المحذوفة , و الدموع في عينيها
-اين ذهبت يا فوفو ؟! رجاءً عدّ !! انا آسفة حقاً
***

في الجهة الأخرى .. يقترب صديقه منه , و يسأله :
-هآ ..هل انهيت علاقتك بها ؟
-انهيتها الآن !!
-انك ملعونٌ فعلاً ! كم رقم هذه الضحيّة ؟
اجاب فؤاد بلا مبالاة :
-بصراحة لم اعد اعدّهم بعد ان تجاوزنّ الأربعين
-و الله سيأتي يوم و ينقلب السحر على الساحر
بلؤم و غرور :
-مستحيل !! فأنا استطيع اللعب ببنات الناس كما اشاء , و لا احد يستطيع ان يغلبني
-فقط اعلمني , كيف يذوبون بهيئتك العادية ؟!
-و هل تظن انني اريهم شكلي ؟ ..انا اسألها عن شكل الشخص الذي تحلم به , و هي تعطيني صورة لممثل او فنان..
صديقه مقاطعاً :
-آها .. و انت تقول لها : انه يُشبهك تماماً , اليس كذلك ؟
بإبتسامة ساخرة :
-بالتأكيد !! و بعد الف حلفان , تصدّقني اخيراً..فجميع البنات اغبياء , و يعيشنّ بعالم الأوهام و الأحلام الخيالية 
-طيب ماذا لو طلبت ان ترى صورتك بالفعل ؟
-اتحجّج بأيّة حجّة , و اطيل الموضوع قدر المستطاع ..و في هذه الأثناء انتقل الى المرحلة الجديدة
-تقصد كلام المتزوجين ؟
-نعم يا عزيزي .. الست خطيبها الذي يريد ان يعرفها جيداً قبل ان يتقدّم لخطبتها ؟ 
-و بالتأكيد تسجّل محادثاتها ؟
-اكيد !! و على الوورد يعني في حال حذفت صفحتها على الفيس
-و كيف ستبتزّها لاحقاً في حال حذفت صفحتها ؟
-يا ذكي !! انا احصل اولاً على عنوان منزل اهلها و رقم البيت , او حتى على جوّال والدها .. فأنا بالنهاية العريس ذو النوايا الحسنة
-ايها الملعون !! و بعدها تهدّدها بالإتصال بوالدها , و بأنك ستريه محادثات ابنته الطاهرة .. اليس كذلك ؟
-بالضبط !! هذا عدا عن صورها التي احتفظ بها 
-طيب و ما المطلوب منها ؟ 
بلؤم و مكر :
-اذهب الى مكانها و اطلب منها زيارتي في الفندق .. يعني ماذا اريد منها غير ذلك , يا فهيم ؟ 
صديقه متفاجىء :
-و هل يقبلنّ ؟!
-نعم !! معظمهنّ.. فأنا اعدهنّ بأن أمسح كل شيء في حال قدمنّ لزيارتي
-و هل تمسح محادثاتهنّ فعلاً ؟
بابتسامة ماكرة :
-بالتأكيد !! بل امسحها امامها ايضاً ..لكن بالطبع امسح فقط احدى النسخ الكثيرة التي عندي 
ثم يضحك فؤاد ضحكة ماكرة و لئيمة ..فيقول صديقه :
-نهايتك ستكون مدمرّة , يا فؤاد
-و هل تظنّ ان دعواتهنّ ضدي ستكون مقبولة بعد ان توسخنّ معي ؟
فيقول صديقه معاتباً :
-و ماذا عن ابنتك الصغيرة ؟ الا تخاف عليها في المستقبل ان يأتي شخص مثلك و يستغلّ..
يصرخ فؤاد بغضب مقاطعاً كلام صديقه :
-توقف عندك !! ابنتي خطٌ احمر
الصديق بغضب :
-و بنات الناس السنّ كذلك ؟!!
-اسمع !! دعنا نغير الموضوع حالاً قبل ان نخسر بعضنا .. فأنت تعرف ان هذه هي هوايتي المفضّلة و لن اغيرها ابداً !!
-انت حقاً مريض نفسي , و انا بدأت اخاف منك .. من الأفضل ان اذهب فوراً قبل ان نخسر صداقتنا
***

في مكانٍ آخر :  
تدخل صديقة قمر الى غرفتها لتجدها واقعة على الأرض 
-ما بكِ يا قمر ؟!.. ما هذا ؟!! هل بلعت كل هذه الأدوية ؟ ..هل تحاولين الإنتحار يا مجنونة ؟!
بتعب و ارهاق شديد :
-لقد خسرته ! خسرت فوفو , حبيب قلبي !!
-يا مجنونة !! كم مرة قلت لك بأنه يتلاعب بكِ ؟ ..سأتصل بالإسعاف فوراً !!
-لا !! دعيني اموت , انا لا استطيع العيش دونه
***

و بعد شهر ..
و في بلدته ..كان فؤاد يسكر كعادته في احدى البارات , و هو يحاول التقرّب من احد الفتيات الأجانب هناك , مقدّماً لها المال الذي اخذه من زوجته ..و بعد ان اركبها سيارته التي كان ايضاً اهداء من زوجته , توقف على جانب الطريق و هو يعاني صداعاً مؤلماً
سألته الفتاة بالإنجليزية :
-ما بك ؟!
يجيب بألم و هو يمسك رأسه :
-خذي تاكسي و عودي من حيث اتيت .. انا ذاهبٌ لعند زوجتي في المشفى , يبدو انني سأعاني قريباً من عارضٍ مؤلم .. قلت اخرجي !!
و بعد دقائق , وصل فؤاد للمشفى و صداعه يزداد بقوة , بحيث ازعج الجميع بصراخه .. مما اضطر زوجته الدكتورة الى اعطائه المنوم ,  و من ثم اجراء له الكشوفات المعتادة .. 
و بعد ان استيقظ من المنوّم وجد زوجته و ابنته بجانبه ... و هنا دخل عليهم الطبيب و تكلّم مع الطفلة .. 
- يا صغيرة ..هل يمكنك الخروج , لأني اريد ان اكلّم والديك ؟ 
الممرضة : تعالي معي
و بعد ان خرجتا ..
زوجة فؤاد بقلق : مالأمر دكتور ؟!
الدكتور : لقد ظهرت التحاليل و عرفنا سبب صداع زوجك المتكرّر
فؤاد : انه صداع عنقودي , انا اعرف
الدكتور : لا ..لقد وجدنا للأسف سرطاناً بالمخ
فؤاد يصرخ بخوف : ماذا ؟! لا مستحيل !! انا لا اعاني من السرطان
زوجته : دكتور ! هل انت متأكد ؟ فنحن قمنا بفحوصات الأسبوع الماضي و كانت سليمة تماماً !
الدكتور : و هذا ما يفاجئني ايضاً , لكن يبدو و كأن السرطان ظهر فجأة !
***

في الجهة الأخرى ..
صديقة قمر تدخل الغرفة فتجدها تصلي ..و بعد ان انتهت اقتربت منها و هي تقول :
- تقبّل الله
قمر : منّا و منكم صالح الأعمال
- لقد لاحظت انك تسجدين مطوّلاً
- نعم فأنا لي شهر منذ ان تعافيت من محاولة الإنتحار الغبية و انا اسجّد كل ليلة و ادعي على ذلك الحقير بأن يشغله الله بنفسه و يبعده عن أذيّة بنات الناس
- اعتقد ان الله سيستجيب لدعائك قريباً , فأنت بالنهاية مظلومة
- لقد احببته فعلاً يا سمر ..احببته جداً ..أحسسّت و كأنه توأم روحي !
- هو استغلّ طيبة قلبك ..الم اخبرك بأن الشباب على النت معظمهم ذئاباً بشرية ؟
قمر و هي تمسح دموعها : لم اكن اعلم .. حقاً لم اعلم ذلك !
***

و بعد شهور.. يستيقظ فؤاد و هو مازال في المستشفى ليجد نفسه وحيداً , فسأل الممرضة :
فؤاد : عفواً .. هل رأيتي زوجتي ؟!
- هي استقالت البارحة من العمل بهذه المستشفى , و انتقلت مع ابنتها الى مكانٍ آخر .. هذا ما سمعته 
فؤاد بصدمة و قلق : ماذا تقولين ؟!!
و هنا يدخل رجل و يقول للمرضة :
- لو سمحتي , اتركينا لوحدنا
و بعد ان ذهبت ..
فؤاد : من انت ؟!
- انا المحامي ..لقد طلبت زوجتك الطلاق 
فؤاد بدهشة : و لماذا ؟!
- هي قالت لي بأنها كانت تتقبّل مرضك , لكن بعد ان زارتك العشرات من النساء..
فؤاد مقاطعاً و بغضب : ما هذا الأفتراء ؟! انا لم تزرني احد !!
- بلى لكنك لم تكن بوعيك .. و بعد ان تعدّى ارقام عشيقاتك اكثر من ثلاثين امرأة , قدِمَت زوجتك لمكتبي و رفعت قضية طلاق..و اريد ان اعلمك منذ الآن ان المحكمة ستعطيها حق حضانة ابنتك , لأن مرضك لا يسمح لك بذلك , كما انك لم تكن وفياً لها
فؤاد يصرخ بغضب : لا !! لن اسمح لها بأن تأخذ ابنتي الوحيدة
المحامي : سيد فؤاد اهدأ رجاءً , لأني اريد ان اعلمك بموضوعٍ آخر ..كل مصاريف المشفى و اقامتك في استراليا ستتكفّل بها الدولة الى ان تستطيع العودة الى بلدك
- أستطردوني و انا بهذه الحالة ؟!
- سنطمئن عليك اولاً , ثم تُرحّل من هنا .. انا آسف لكنها القوانين
و بعد ان خرج المحامي من عنده , بدأ فؤاد بقلق يتصل بأصدقائه و ارباب عمله , لكنه لم يجد سنداً.. فأتصل بزوجته محاولاً الإعتذار منها
- جاكلين ارجوك .. على الأقل دعيني اكلّم ابنتي روز
- لا يا فؤاد .. لأني اخبرتها البارحة بأنك مت 
- ماذا ؟! انا لن اسمح لك !! الو ! .. الو !!!
***

و بعد شهر عاد فؤاد الى بلدته العربية .. و عندما وصل منزل اهله , حضن امه و بدأ يبكي 
امه : فؤاد ما بك ؟! هل عدّت الينا فعلاً ؟! و اين هي زوجتك و ابنتك ؟! ..فوفو تكلّم
فؤاد بقهر : رجاءً امي , لا تناديني بهذا الأسم ابداً
*** 

في مكانٍ آخر
صديقتها : الف مبروك يا قمر .. بصراحة بدأت اغار منك .. يعني نجاح تلوّ نجاح في مجال عملك , و الآن عريس غني و جميل ! 
قمر بارتياح : هذه نتيجة دعاء المظلوم ..لكن اتدرين , يظلّ في بالي سؤال .. ان كان الله عوّض صبري خيراً , فمالذي حصل لفوفو .. اقصد فؤاد الظالم .. هل وصلته يا ترى نتيجة دعوتي ؟


النهاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المحطّة الأخيرة

كتابة : امل شانوحة    المصيّدة الدمويّة ركبت الصبيّة الحافلة بعد انتهاء عملها الليليّ في إحدى المطاعم ، وهي تشعر بالإنهاك والتعب الشديد.. وم...